الأحد، 12 يونيو 2022

العرائش تحتضن الملتقى الجهوي حول الثقافة

 


احتضنت الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش يوم السبت 11 يونيو 2022، فعاليات "الملتقى الجهوي حول الثقافة" الذي نظمه مجلس جهة طنجة-تطوان- الحسيمة بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية الجهة، ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، وجامعة عبد الملك السعدي.

وشكلت هذه التظاهرة التي تهدف إلى بلورة تصور واضح حول تدخل مجلس الجهة في تدبير الشأن الثقافي، مناسبة لتسليط الضوء على تنوع وغنى النسيج الثقافي بمختلف مكوناته وعناصره التراثية المادية واللامادية والفنية والابداعية.

اللقاء الذي عرف حضور  وزير الشباب والثقافة والتواصل، رئيس مجلس الجهة، عامل إقليم العرائش،  رئيس جماعة العرائش، رئيس جامعة عبد المالك السعدي، عميد الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، الكاتب العام للشؤون الجهوية بولاية الجهة، ومجموعة من الشخصيات الثقافية والفنية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، استهدف بالأساس الوقوف على تدخل مجلس الجهة في قطاع الثقافة والعناية وتثمين التراث المادي واللامادي من خلال الاختصاصين الذاتيين لمجلس الجهة، والمتعلقان بالإسهام في المحافظة على المواقع الأثرية والترويج لها وتنظيم المهرجانات الثقافية والترفيهية.

وقال السيد محمد المهدي بنسعيد، في كلمة خلال حفل الافتتاح، "أملنا كبير في تنزيل الاستراتيجية الجهوية لتثمين وإعادة الاعتبار لأهمية الثقافة أخذا بعين الاعتبار جميع محاور التدخلات الثقافية، انطلاقا من تثمين التراث الثقافي الجهوي، عن طريق جرده ووضع خريطة تراثية وأثرية للجهة، ومراجعة وضعية الكتاب والخزانات العمومية ومعارض الكتاب الجهوية، وتنظيم مواسم ومهرجانات تثمن التراث الثقافي الجهوي، وكذا تشجيع ودعم الفنون من مسرح وموسيقى وسينما وشعر وتشكيل، متوقفا عند مجموعة من المهرجانات الناجحة من قبيل تجربة السينما بتطوان، وتجربة المسرح الجامعي وتجربة طنجة المشهدية ومهرجان تويزا (طنجة)، والموسم الثقافي (أصيلة)، ومهرجانات المسرح (الحسيمة)، ومهرجان تلاقح الثقافات (العرائش). وذكر بأن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة استفادت من تجهيزات ثقافية هامة في إطار برامج ملكية كبرى أشرف عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا في إطار شراكات ثقافية مع المجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني وهيئات عمومية أخرى، مشددا على ضرورة تناسق التدخلات العمومية على اعتبار أن الثقافة قطاع يعني الجميع". وبعد أن تساءل حول كيفية تسويق المجال الجهوي عن طريق الثقافة؟ اعتبر الوزير أن تنظيم هذا الملتقى هو أول خطوة للمضي قدما في هذا الاتجاه، الذي يروم خلق أسس شراكة حقيقية بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجالس المنتخبة من جهة، وبين القطاع الخاص مع إشراك الفاعلين والمهنيين في مجال الصناعات الإبداعية، في أفق وضع خارطة طريق تمكن من إدراك هذه الغايات، المتمثلة في إدماج الثقافة والفنون ضمن النسيج الاقتصادي والاجتماعي والسياحي للجهة.

من جانبه، قال السيد عمر مورو إن مجلس الجهة "يولي اهتماما كبيرا لموضوع الثقافة في برنامجه الجهوي للتنمية، إيمانا منه بمدى أهمية المستوى الترابي في تنزيل السياسات العمومية”، معتبرا أن الملتقى فرصة “للتواصل بين مختلف الفاعلين الثقافيين حول دور الثقافة في دعم سيرورة التنمية". وأكد أن الملتقى يتوخى إحداث الالتقائية بين جميع الفاعلين "من أجل تعاضد مستقبلي قادر على جعل الثقافة رافدا حقيقيا من روافد التنمية"، مبرزا أن المقاربة النوعية للسياسات العمومية في مجال الشأن الثقافي "باتت تتطلب، اليوم، احترافية أكبر، والتقائية أجود، وتعاضدا أمتن، بين مختلف الفاعلين الترابيين".

من جانبه، تطرق رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، إلى تداخل مجال الصناعة الثقافية بين مجموعة من المكونات في قطاع الثقافة، مذكرا بأن الجامعة على وعي بالأدوار التي يقوم بها الفنانون والأدباء على مستوى الجهة. كما توقف عند المشروع الثقافي العلمي والابداعي للجامعة، داعيا إلى مزيد من الانفتاح من أجل مواكبة التحولات وتوجيه الأبحاث والدراسات في المواضيع ذات الصلة بالثقافة، وزيادة التأطير البيداغوجي لتشجيع الابداع والابتكار المجسد للتنوع والتفاعل بين الثقافات الجهوية.

وتوزعت أشغال الملتقى حول ثماني ورشات مقسمة حسب عمالات وأقاليم الجهة وبمشاركة ثلة من المثقفين والمفكرين والفاعلين، حيث تمحورت النقاشات في كل ورشة حول الهوية الثقافية للمجال المعني، وتحديد الأولويات على مستوى كل مجال، مع إبراز دور مجلس الجهة في النهوض بالمآثر التاريخية، والتراث والثقافة المحلية، والمهرجانات، والحكامة والتدبير المتعلق بالمؤسسات الثقافية.





































 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق