محمد عزلي
في عام 1888، أسس الفرنسيسكان
بعثة كاثوليكية إسبانية بالعرائش، وفي العام 1901 شُرع في تشييد كنيسة سان خوسي
لتكون مقرا للبعثة الفرانسيسكانية، تقع الكنيسة فيما كان يعرف سابقا بالحي اليهودي
في شارع 2 مارس (كايي ريال أو الشارع الملكي سابقا)، وهو المحج الشهير في المدينة
العتيقة بالعرائش الرابط بين باب القصبة وباب المرسى والمعروف بدور العبادة
الخاصة بالديانات السماوية الثلاث، ففضلا
عن المسجد الأعظم الذي يطل على الشارع عبر باب الجنائز، عرف الحي تواجد أربعة
أديرة لليهود وثلاث مقرات للزوايا الصوفية، بالإضافة لكنيسة سان خوسي التي استفادت
من أرض أهداها السلطان مولاي عبد العزيز للبعثة
الفرانسيسكانية في إشارة واضحة لمدى التعايش الديني السائد بالمملكة المغربية
عموما ومدينة العرائش تحديدا قبل عهد الحماية، وقد تم تشييدها كما هو واضح من خلال
تصميمها الهندسي وشكل صومعتها ونوافذها على النمط المعماري القوطي، وحسب إفادة للباحث محمد شكيب الفليلاح، فإن الأرض التي
كانت ملكيتها تعود للسلطان مولاي عبد العزيز بني عليها دار القيم على الكنيسة، وجزء
من الكنيسة بني فوق مقر الزاوية القادرية القديم الذي لا تزال بابه بارزة عند مدخل
درب الرزامي، ومساحة الكنيسة الحالية ليست هي مساحة البناية زمن التأسيس، ويشير
الباحث نفسه إلى أن الكنيسة شُرع في بنائها سنة1901، ودُشنت بعد نهاية الأشغال سنة
1902.
صورة قديمة من داخل كنيسة سان خوسي
Photo: larache-historia.blogspot.com/2009/11/la-convivencia-en-larache
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق