الزجال المبدع عبد
السلام السلطاني، ابن العرائش القح، أحد الوجوه الشهيرة محليا سواء على المستوى
الشعبي أو النخبوي أو الرسمي، وذلك لموقعه كمسؤول عن قطاع الشباب بالمديرية
الإقليمية للشباب والرياضة بالعرائش، ثم لنشاطه وإنتاجاته الإبداعية في الموسيقى
والشعر والزجل، وكذلك لطبيعته الشعبية العفوية وذكائه الحاد وذاكرته الفولاذية،
حيث أصبح اليوم أحد روافد التراث الثقافي اللامادي بالمدينة، سواء فيما يتعلق
بتأثير الظاهرة الغيوانية وأغنية الجيل بالعرائش، أو فيما يخص شغفه الكبير بمختلف تجليات التراث
الشعبي، إنه بلا شك مصدر شفهي ووثائقي ثري ساهم عمليا ولايزال في توثيق الذاكرة المشتركة
المحلية لمرحلة ما بعد الاستقلال.
·
ازداد بالعرائش في نونبر 1959
·
تابع دراسته بالعرائش في مدرسة مولاي عبد السلام،
وثانوية سيدي محمد بن عبد الله، ثم بالمعهد الملكي لتكوين الأطر بالرباط.
·
عمل بمركز حماية الطفولة بالعرائش كمربي، فمساعد تربوي،
فمدير. ثم مسؤولا إقليميا للشباب بمديرية الشباب والرياضة بالعرائش.
·
انخرط في العمل الجمعوي منذ ما يزيد عن 40 عاما.
·
خلق وأطر ونظم العديد من البرامج والتظاهرات الثقافية
والفنية والتربوية.
·
ساهم في تأسيس العديد من الجمعيات والأندية.
·
أحد مؤسسي مجموعة لفلاك للفنون الشعبية سنة 1977 (مجموعة
أصداء للموسيقى والبحث في التراث "حاليا").
·
له عدة مساهمات في الحقل الإبداعي في المسرح والتشكيل
والشعر والزجل كان آخرها أضمومة زجلية صدرت له سنة 2014 موسومة ب "بحر سلطاني"
لُجج السلطاني
02 ماي 1962 بحديقة الهسبريديس (الأسود) بالعرائش.
الأربعاء
09 أبريل 1964 كانت وفاة المشمول بعفو الله ، أبي السيد :
الـــــعـــــــربـــــــي عبدالسلام
الــــســـلــــطــــانــــــي
عرف
أبي .. ابن مدينة العرائش كواحد من الوجوه البارزة .. بل اللامعة من بين التي اشتهرت
وسط الأقران و السكان ..
و لا أدل من ذلك جنازته التي كانت إحدى المحافل
الرهيبة ..
التي مرت .. كما يحكي العديد من معارفه و أصدقائه ..
الذين ما زال منهم من يرزق ..
و
من بين المجالات التي برز فيها أذكر :
**
عضويته ضمن أول جوق لطرب الآلة ..
كوّن من الشباب في بداية الأربعينيات من القرن
الماضي .. الجوق الذي برز فيه في النقر على الدف و الطبلة ..
و تتلمذ على يده ضمنه أكثر من عازف ..
حتى في التدرب على بعض الآلات ..
التي لم يكن يعزف عليها مثل الكمان ..
**
عرف بقيادته لجوقة البحارة في خرجاتها ..
أثناء كل المناسبات و منها ــ العمارة د للا منانة
ــ ..!
كان ينظم الصفوف و يسهر على حسن سير الموكب ..
شاديا للأدوار المعروفة ــ باش كتمشي السفينة ــ ..
فيما البحارة يجيبون على شكل كورال ..
و كان الكل يمتثل لما يطلبه في نظام بديع ..
لا زالت بعض صوره عالقة بمخيلتي ..
**
كان من أبرز مشجعي فريق شباب العرائش لكرة القدم ..
أيام صولاته و جولاته و انتصاراته ( إن لم يكن
أبرزهم ) .. كان يرافق الفريق و جمهوره ... يلهب حماس المشجعين ..
و يبتكر الأهازيج و عبارات التحفيز ..
و كان لا يمكن أن تلعب الشباب دون أن يتواجد ..
رغم المرض مثلا !!!
**
ــ قهواجي و حلاق ــ لامع ..
يتكلف بكل صغيرة و كبيرة متى تزوج أحد أصدقائه ..
هو من يحلق لهم .. هو من ينظم الحفل ..
و هو من ينادي على أصحاب ( الغرامة ) ..
و يتهكم على البخلاء من الأقران و الأصحاب الحاضرين ..
بإيعاز متفق عليه ..
و هو من يشدو الأذكار في الطريق إلى ( الجامع )..
في نهاية السهرة ... الخ هههه
رحمك
الله أبي و أسكنك فسيح جناته ...
اللهم ارحمه و اغفر له و ألحقه بالصالحين ..
اللهم تجاوز عن سيئاته و اشمله بحلمك الواسع ...
اللهم اجعل الجنة مثواه و جميع أموات المسلمين ..
دعواتكم
الصالحة أحبائي
********************
عيد الفطر الموافق لسنة 1970
*******************
5
مارس 1975 .
بمسرح إسبانيا الذي كان ..
الصورة قبل عرض مسرحي ..
لجمعية شبيبة لوكوس للمسرح و الموسيقى ..
مع محمد راحا و زكريا الأكرامي ..
موضوع العمل المسرحي كان يعالج ظواهر مجتمعية ..
منها ظاهرة الهجرة القروية نحو المدن ..!
********************
30 مارس 1977 ..
شوف
بقينا فين شوف ..
شوف بقينا فين يا قلبي ..
والدنيا راحت فين.. شوف خدتنا لفين يا قلبي ..
و شوف سابتنا فين ..
في سكة زمان راجعين.. في سكة زمان..
في نفس المكان ضايعين.. في نفس المكان..
...............................................
بعد
نضال وكفاح مريرين.. وإلحاح متواصل مني ..
استطاعت أسرتي.. يوم 30 مارس 1977 ..
أن تشتري لي أخيرا " مسجّلة " (راديو كاسيط) ..
بمبلغ دفعت فيه دم جوفها ..
حيث بلغ 330 درهم، وما أدراك ما حجمه آنذاك ...
لكن الذي وقع.. هو أنه ..
عند خروجي من متجر سوس بساحة التحرير ..
وأنا أحمل الجهاز وأكاد أطير من الفرح.. !!
و بباب المتجر. !!
صادفت أحدهم يقول لشخص يرافقه :
أعلمت بموت عبد الحليم حافظ ؟؟؟؟
ودون أي وعي مني. ومن هول وقع الصدمة ..
قلت للسيد الذي يكبرني بسنوات.. و أنا أنكر عليه كلامه:
ماذا تقول ؟؟؟
أعاد الشخص الجملة على مسامعي ..
و أنا في ذهول مزيد.. سمعته يُردف:
افتح الراديو لتتأكد ..
فتحته.. فوجدت اللطمة / الصاعقة..
تنتظرني على أمواج أول إذاعة عربية صادفتها ..
وأغنية حاول تفتكرني .....
!!!
********************
02 يناير 1983.
انتقلت
للدراسة.. بالمعهد
الملكي لتكوين الأطر بالرباط ..
في الوقت الذي كان فيه محمد بولعيش ..
قد انتقل قبل أسابيع قليلة لمدينة طنجة ..
للعمل بالإدارة الجهوية للتكوين المهني ..
فيما بقي أعضاء المجموعة الآخرون بالعرائش ..
وهم في مرحلة تحضيرية لارتياد آفاق وعوالم جديدة ..
على مستوى حياتهم الدراسية والمهنية.. !!
لم يكن لهذه المعطيات تأثير على المجموعة في بداية
الأمر ..
سوى ما له علاقة بانتظام اللقاء و التداريب ..
التي اقتصرت على أيام العطل و الأعياد .. !!!
عند حلول فصل الصيف. كانت " مجموعة سيناء " ..
التي أسسها رفيق الدرب الآخر.. الذي كانت تربطه بنا ..
علاقات التعاون والتشاور والإبداع ..
المرحوم * محمد بن حيون * بمدينة بتطوان ..
قد اشترت تجهيزاتنا الصوتية من مالكها الأصلي ..
فيما اشترى بولعيش تجهيزات جديدة لفائدة المجموعة ..
كانت ضرورية لأنشطتها خلال ذاك الموسم من العام ..
الذي تميز بغزارة المشاركات والظهور اللافت ..
في مختلف المناسبات المبرمجة بمختلف المدن والخشبات ..
.. سنة 1984.. ميزها هي الأخرى ما ميز سابقتها ..
وخلالها.. باع بولعيش تجهيزات الصوت ..
التي كان قد اقتناها كما سبق ذكره ..
واشترى أخرى جديدة أكثر تطورا.. ليبيعها من جديد ..
بعد نهاية صيف السنة الحافل أيضا بمشاركات المجموعة..
لفرقة " الزعيمي" التي كانت تبدع في الموسيقى الغربية.. !!
في هذا الوقت. كان المرحوم * محمد بن حيون * ..
يتواجد بالديار البلجيكية التي كان قد التحق بها ..
عند خريف سنة 1983.. بعد أن كان قد اتفق معي على أن ..
أقوم برعاية شؤون " مجموعة سيناء " التي
كانت ..
لا زالت تتابع مسيرتها الفنية بمدينة الحمامة
البيضاء ..
وهكذا صرت أتوزع بين العمل مع "مجموعة لفلاك " ..
و " مجموعة سيناء «.. بالإضافة إلى مجموعة أخرى ..
هي " مجموعة لعوان " العرائشية المعروفة
أيضا وقت ذاك ..
خصوصا بعد أن صار بربطني ببعض أعضائها ..
تعاون فني إبداعي قائم على توجهات تتشابه.. بموجبه ..
قمت بكتابة كلمات أغنيتين بداية من خريف 84 هما:
** " الضرغام " التي انتهيت من تلحينها بعد
كتابتها ..
** " ارحم يا رحمن " التي كتبتها في دجنبر
1984 ..
حين ألهمني حمل زوجتي بقرة عيني * قدسية * موضوعها..
وهي نفسها التي سيقوم المرحوم بن حيون بتلحينها ..
بزمن بعد عودته من أوروبا (بلجيكا وهولاندا).
في بداية سنة 1985 ..
عند نهاية سنتي تكوينه في شعبة اقتصادية ..
لتبدأ فصول جديدة من مسارنا الفني والإبداعي..
********************
أبريل
1984..
مخيم
الهرهورة ..
و أنا طالب بالمعهد الملكي لتكوين الأطر ..
الصورة ..
مع أحد الزملاء الموريطانيين لم أعد أتذكر اسمه .. !
********************
شهر
يوليوز 1985..
كان
حفل عقيقة ابنتي* قدسية *..
من
آخر المناسبات التي ظهرت فيها المجموعة ..
باسم " لفلاك «.. وبعناصرها التي عرفت بها قبل
ذلك ..
وكان أيضا فرصة حضرتها جميع الفرق والمجموعات ..
التي كانت تبدع موسيقيا بمدينة العرائش ..
هذا غنى مع ذاك.. وذاك غنى مع هذا.. وهكذا دواليك.. !
فكان من التشكيلات التي تم الظهور بها.
توليفة ضمت بولعيش و أنا من مجموعة" لفلاك «.
مصطفى البهيري و عبدالإله فرار من مجموعة "
لعوان «.
و المرحوم محمد بن حيون من مجموعة " سيناء «. !!
لفتت هذه التوليفة انتباه أغلبية الحاضرين.
و منها نحن الذين شكلناها لدرجة رغبنا فيها معاودة الغناء.
في ظهور آخر جربنا خلاله مختلف أغاني الظاهرة. !!
في هذا التاريخ. كانت السبل.. قد بدأت تتفرق ..
بعناصر " لفلاك " .. وتحد من استمرارهم
مجتمعين ..
أنا بالرباط والعرائش.. بولعيش بدأ يستقر بطنجة ..
نجيب الخمال وعبد السلام الشنتوف بالكلية ..
الأول بتطوان حيث انتقلت أسرته والثاني بمرتيل ..
وعبد اللطيف السملالي يعد العدة للمغادرة نحو أوروبا.. !
في حين. كانت مجموعة " لعوان " .. التي
كنت أتعاون ..
مع بعضها.. بهدف إبداع أغان لفائدتها.. قد بدأت
أركانها..
تعرف خلافات بين عناصرها الذين كان منهم ..
من يحبذ البقاء بإصرار على جادة الهدف الذي ..
رسمته يوم تأسيسها سنة 1980.. كمجموعة ..
تنتمي للظاهرة الغيوانية.. وتعمل في إطارها ..
و بين الذين آثروا أن تغير توجهها لتصير "
أوركسترا " ..
تغني الأغنية الشعبية و العصرية بالإضافة لأغنية الجيل.. !!!
كنت أتدرب حوالي حفل عقيقة ابنتي مع عبدالإله فرار.
على أغنية " الضرغام " التي أبدعتها
لفائدة " لعوان " .
و كان مصطفى البهيري .. ينضم إلينا من حين لآخر ..
وبعد الحفل.. أخذنا نعيد.. لمرات عديدة متتالية ..
مناقشة بعض ما ميز غناءنا فيه مجتمعين و نحن نستحضر ..
وضعية كل من مجموعة " لفلاك " و مجموعة
" لعوان " ..
فخطر لي سؤال في مرة عن إمكانية تعويض توليفة الحفل ..
لتشكيلتي المجموعتين اللتين بدأت بوادر توقفهما ..
تظهر بجلاء يتزكى من خلال ما أصبح يطبع أجواءهما.. !!!
لتبرز الفكرة التي ستشكل المرحلة الثانية من عمر و مسار.
*** مجموعة أصداء للموسيقى و البحث في التراث ***.
********************
شتنبر 1985..
شكل تساؤلي عن إمكانية تعويض التوليفة ..
التي ظهرنا بها في حفل عقيقة ابنتي شهر يوليوز.
لتشكيلة مجموعتي " لفلاك " و "
لعوان " المعروفة ..
بسبب المنعرج الذي آلت إليه وضعية كل منهما على حدة ..
أرضية لنقاش ثنائي مستفيض.. و تحليل موضوعي ..
خلص إلى اتفاق بيني و بين الصديق عبد الإله فرار ..
قمت بموجبه باقتراح الفكرة على محمد بولعيش ..
فيما تكلف هو بمسألة إقناع الصديق مصطفى البهيري .. !!
بعد يومين. اتصل بي عبد الإله ليخبرني بموافقة
البهيري ..
وبرغبة المرحوم بن حيون الانضمام لهذه التجربة ..
خصوصا بعد عدم إمكانية استمرار مجموعة " سيناء
" أيضا ..
وهكذا.. عقدنا اجتماعا خماسيا تم فيه التوافق ..
على شكل وطبيعة وأهداف المجموعة بملامحها الجديدة ..
وأدوار أفرادها.. مع وضع برنامج للعمل والتداريب!
لم يكن لدى الجميع مانع.. في أن تستمر المجموعة ..
باسم " لفلاك " .. لكني اقترحت آخر جديدا
يتناغم ..
مع التوجهات المرسومة لشكلنا الحالي المضبوط بعناية ...!
وللإشارة.. فقد كنت أصدر مجلة حائطية ابتكرتها ..
بالمعهد الملكي لتكوين الأطر أسميتها " صدى
الشباب " ..
وهكذا.. اقترحت " صدى " اسما جديدا
للمجموعة ..
ليتم قبوله من حيث المبدأ.. ولنخلص في النهاية ..
إلى إضافة كلمة " الشمال " بإيعاز من بن
حيون ..
تماشيا مع المسار الجديد المرسوم من جهة.. ومن أخرى..
للفت الانتباه لمنطقتنا.. بعد أن كانت كل المجموعات.. المماثلة المعروفة تنتمي
لمدينتي الدار البيضاء ومراكش ..
وبعض المدن الموجودة بنفس منطقة.. أو جهتهما ..
ليصبح اسم الفرقة: " مجموعة صدى الشمال
للموسيقى " ..
بإمكانيات ووسائل وأدوات -- تمهد انطلاقتها الجيدة -- ..
يمكن إيجازها عموما في العناصر التالية:
×× ثلاثة كتاب للكلمات + ثلاثة ملحنين + عازفين اثنين ..
(تم التراضي بينهما على أن يكون بولعيش عازفا رئيسيا ..
على آلة " المندولين " والآلات الأخرى
الوترية المشابهة ..
التي قد تستعملها المجموعة في أغانيها الحالية و اللاحقة..
فيما تكلف المرحوم بن حيون بالعزف على إحدى آلتي ..
" القيثارة الكهربائية " أو " الباص "
.. حسب الحاجة..
×× خمسة أصوات مدربة ذات تجربة واحتكاك مقبولين ..
تتدرج من ال (باس) إلى (الطينور).. في تناغم جميل ...!
×× رصيد من الأغاني الجاهزة تم اختيار أجودها و هي:
* قسم القدس * و * الثلث الناجي و * بشارة ..
للسلطاني و بولعيش ..
* لكباش و * عمر المختار لمحمد بن حيون ..
* الضرغام و * الأرض و * بهجة العيد لعبدالسلام
السلطاني ..
* ارحم يا رحمن، ككلمات مكتوبة لعبد السلام السلطاني ..
قام المرحوم محمد بن حيون بتلحينها لاحقا.. !!!
×× وحدة صوتية وضعها بولعيش رهن الإشارة.
و على بركة الله. كانت الانطلاقة من جديد...!!!
********************
أكتوبر
1985 ..
وضع المرحوم محمد بن حيون تحت تصرف المجموعة..
جناحا بمنزل أسرته.. سخرناه لتداربينا واجتماعاتنا ..
وتجميع أدواتنا الموسيقية والصوتية ..
ثم أخذنا في ترتيب الشكل الذي أردنا من خلاله ..
معاودة اللقاء بالجمهور والظهور من جديد على الساحة ..
بدأنا أولا في حفظ وترديد الأغاني التي تم اختيارها ..
من ربيرطوار إبداعاتنا الغنائية السابقة ..
مع توزيع الأدوار فيما بيننا.. والقيام بالتطعيم
الموسيقي ..
وإجراء الإضافات.. وإدخال التعديلات الممكنة عليها ..
وبالموازاة مع ذلك.. إبداع أغاني جديدة أخرى ممكنة .!
.. كنت قد كتبت خلال شهر ماي من نفس السنة..
موضوعا عنونته ب " الأرض «.. وقمت بعد حين
يسير ..
بوضع تلحين أولي له.. وعلى إثر سماعه ..
اقترح المرحوم بن حيون.. إعادة تناوله بشكل يغنيه ..
ويحسن من جودة التوظيف الموسيقي فيه ..
فيما كتب هو كلمات موضوع قصير وضع لها لحنا جميلا ..
ثم عرض على العمل.. فكان أن أحببته وقمت بإضافة ..
ما خطر ببالي في التو من أبيات عليه.. فراقته هو
الآخر ..
لنخلص إلى إتمام تلحين العمل وإعطائه عنوان يناسبه ..
فكانت أغنية " غافلين " أول عمل متكامل
تم إبداعه ..
خلال هذه المرحلة الجديدة من عمر مسارنا الطويل.!!!
********************
...
شهر أبريل 1986. !!!
أب..
لم تكمل بعد مولودته البكر سنتها الأولى ..
ونظرة.. تتطلع للقادم الغامض المتروك للقدر ..
لكنها تصر على الإبداع وكلها حماس ..
وقريحة تتمرد وتكتب:
فتحنا
ابصارنا.. يوم ازديادنا ..
على عالم مكسي بالمجهول ..
كبرنا.. ومن اهوالو اكتسبنا ..
خرايف.. خالية من المعقول ..
نقاوتنا خارت.. قوات علاتنا ..
سرنا فدروب العما فلول ..
تكسر عودنا.. تصدعت حياتنا ..
تبرأت منّا.. قواعد الأصول..
*
الصورة أخذها شاعر العدسة المرحوم ادريس الصبايحي.
********************
أبريل
1986 ..
حضور طاقم التلفزة المغربية (الأولى حاليا) إلى
العرائش ..
لبدء الاستعدادات الضرورية.. لنقل حلقة المدينة من برنامج:
" سهرات الأقاليم " .. الذي كان يبث تلك السنة
مباشرة ..
كل يوم سبت من إقليم معين من الأقاليم المغربية.!
بدأنا
نعد العدة.. وندرس أشكال تأمين فرصة مشاركتنا ..
وإذا بالسيد * محمد مسطاجي *.. الذي كان مديرا ..
لدار الشباب الراشدي.. يربط بنا الاتصال.. ليطلب
منا ..
تقديم ترشيحنا باسم الدار.. وتحت إشراف إدارتها ..
.. رحبنا.. و قدمنا طلبنا الذي حمل عناوين ثلاثة أغاني
هي:
×× قسم القدس من كلماتي و ألحان محمد بولعيش ..
×× عمر المختار و لكباش من إبداع المرحوم بن حيون ..
و تفرغنا للتداريب في انتظار الدعوة للمرور أمام
لجنة ..
ترأسها السيد عامل الإقليم آنذاك (ميلودي بوسيف) ..
و مخرج السهرة.. (لم أعد أتذكر من كان للأسف) ...!!
جدد
السيد مسطاجي اتصاله بنا ليخبرنا بضرورة الالتحاق ..
بالمعهد الموسيقي بالعرائش.. على أن نكون جاهزين للغناء.!
ذهبنا
هناك.. في تمام الساعة و التاريخ المحددين ..
و إذا بساحة دار المخزن حيث يوجد غاصة بمختلف الفرق ..
و المجموعات و الأجواق القادمة محملة بالأدوات و
الآلات ..
من مدينتي العرائش و القصر الكبير و القرى المجاورة
لهما ..!
..
وجدنا في انتظارنا السيد مسطاجي والنائب الإقليمي..
لوزارة الشباب والرياضة.. المرحوم * محمد الحارثي * ..
أول من ترأس النيابة عند إحداثها قبل ذلك بسنة
فطلبا منا انتظار أن ينادى علينا لنتمكن من الدخول ..
فيما التحقا هما بفناء المعهد.. الذي كان يدلفه
تباعا ..
من كانوا منتمين لجوق الموسيقى الأندلسية المحلي ..
ونساء الحضرة العرائشية اللائي كن قد تقدم العمر بهن ...!
..
بعد برهة تمت المناداة علينا وعلى عناصر جوقة
البحارة ..
وأمام اللجنة.. طلب منا إلقاء كلمات كل أغنية
فتقدمت ..
واستعرضت المطلوب.. فطلب منا الانتظار الذي طال بنا ..
ليطلب منا أخيرا أن نستعد لأداء أغنية * قسم القدس * ..
فغنينا أولا ثم ثانيا بعد تشاور اللجنة.. ليتم
شكرنا ختاما ..
ويقال لنا.. أن علينا البقاء في انتظار النتيجة (القرار)...!!
في
اليوم الموالي.. عاود السيد مسطاجي الاتصال مبتسما ..
وأخبرنا أن أغنيتنا قد تم قبول مرورها.. وأنه يتوجب ..
التحاقنا ابتداء من صباح الغد.. بمسرح سينما أبنيدا ..
لبداية التداريب الإعدادية للسهرة...!!!!!
ابتدأت التداريب بسينما أبنيدا ..
.. حصص أولية فوق الخشبة.. تفرج عليها التقنيون ..
وهم يدونون ما يدخل في صلب عملهم ..
ثم حصص ثانية حضرها المخرج وهو يناقش التدوينات ..
وثالثة.. وهذه المرة باستعمال الكاميرات ..
مع ضبط أماكن وضعها.. وإبداء ملاحظات للمشاركين ..
تتعلق بتموضعهم فوق الخشبة.. وأشياء أخرى مرتبطة ..
ثم بدأت التدريبات النهائية قبل ثلاثة أيام من
تاريخ البث ...!
حضر هذه التداريب ـ المكثفة ـ كل من له علاقة بالموضوع..
كما بدأت عملية استعمال الكواليس بطريقة روعيت فيها ..
مسألة حسن التدبير والترتيب.. مع ضبط أعداد
المعنيين ..
بعدها.. تفرغ التلفزيونيون لأكثر الأمور أهمية وحساسية ..
مسألة ضبط الوقت.. والتحكم في جزئيات وملابسات ..
البث المباشر.. المقسم بالضرورة إلى جزأين اثنين ..
من بدايته إلى حدود موعد الأخبار الأخيرة في: 23.15 ..
ومباشرة بعد نهاية الأخبار إلى متم السهرة ...!!!
كنت خلال بداية التداريب ابتدأ بسرد كلمات الأغنية
أولا ..
ثم نبدأ الغناء حتى النهاية.. وكنا نلاحظ علامات
الارتياح ..
والإعجاب بادية على وجوه التقنيين والمشرفين ..
ثم بدأ التقنيون.. بعد بداية مرحلة حساب الوقت ..
يطلبون مني الإسراع ـ نوعا ما ـ أثناء سردي للكلمات ..
لكن المخرج.. بعد فراغه بمعية التقنيين واللجنة
المنظمة ..
من عملية ترتيب الفقرات.. وبعد أن عرفنا أن أغنيتنا ..
سيتم بثها قبل الأخبار الأخيرة.. أمر أحد تقنيي
الخشبة ..
بأن يخبرني بقرار حذف حصة سرد الكلمات من فقرتنا ...!!!
أثر علينا الخبر (كنت أكثرهم).. فبدأنا الغناء بعد
ذلك ..
خلال الحصة التدريبية الموالية.. بشكل يفتقد للحماس.. !
خلاله. لاحظت بدأ سريان حديث بين عامل الإقليم ..
الذي كان يجلس أمامنا مباشرة في الصف الأول من
القاعة ..
و بين من كانوا يجلسون عن يمينه و يساره ..
ثم رأيناه ينادي على المرحوم القائد عبد الحميد
الشتواني ..
الذي ذهب في اتجاه المخرج يحدثه.. ويتجه معه..
إلى حيث جلوس السيد العامل الذي بدأ معهما نقاشا
جادا ..
ليستدير المرحوم الشتواني صوبنا من الخشبة ..
يلوح لنا بيده بحركة يدعونا من خلالها للتوقف عن الغناء.. !
استمر النقاش بين المخرج و عامل الإقليم الذي ختم كلامه.
وهو يقول بالفرنسية: (pas question).. ويلتفت ..
ليناديني باسمي (أمام دهشتي !!!).. ويخاطبني قائلا:
+ أ السلطاني.. قل لكلام.. قل لكلام د الأغنية فاللول.
عاودنا الحماس.. فغنينا أولا وثانيا وثالثا.. ليتم
بعد ذلك ..
إجراء تعديل بسيط على عملية برمجة فقرات السهرة ..
وذلك بتأخير حصة تنشيطية كانت مبرمجة عند البداية..
للمرحوم الفنان احمد العماري الذي كان مكلفا أيضا بالتقديم ..
أكملنا بعده ما تبقى من تدابير إعدادية بشكل عادي ..
حتى حلول صباح يوم السبت الموعود ..
الذي وافق أول أيام رمضان المبارك.. عام 1426 هجرية.. !
.............
انطلقت السهرة. ووصل موعد فقرتنا.. وتم تقديمنا ..
فظهرنا تحت وابل من التصفيق والهتاف والزغاريد ..
لأبدأ سرد الكلمات.. فيكرر الجمهور قطع الإلقاء
بالتصفيق ..
ليعود فيصفق للتقسيم الموسيقي الذي قدمه بولعيش ..
ولغنائنا الفردي والجماعي لننتهي فيعلو الهتاف ويسود.. !!!
و نغادر الخشبة. مكللين بعناوين الظفر والنجاح...!!!!!
********************
صيف
سنة 1986..
عند
الأصيل ..
صورتان لي من التقاط شاعر العدسة ..
المرحوم * ادريس الصبايحي * ..
المكان.. الساحة المتواجد في طرفيها ..
مركز الاستقبال والقنصلية الإسبانية بالعرائش...!!!
********************
نونبر 1986
خرجنا
من الظهور التلفزي ..
و على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على المستوى الذي
سجلناه ..
بالنظر لردود أفعال الشارع التي دامت زمنا محترما ..
فكان لا بد من التفكير في الظهور الموالي ..
بشكل يبقينا مرفوعي الرأس .. محافظين على رتبة
التقدير ..
و هكذا .. انبرت أقلامنا للكتابة و ملكاتنا للتلحين ..
من وحي الانتشاء الذي كنا لا زلنا نعيش عذوبته و
طلاوته ..
فكانت أغنية " يوم الفرحة " للمرحوم محمد
بن حيون ..
الذي أبدعها باعتماد مقاربات أدبية و لحنية جديدة ..
و قبلها " بهجة العيد " من إبداعي ..
كلمات و أنغاما ..
و طريقة معتمدة رمت فيها النهل من موروثنا الثقافي ..
غير أن العميد محمد بولعيش .. و بسبب استقراره
بطنجة ..
بدأ يغيب عنا و عن تداريب المجموعة شيئا فشيئا
بداية.. إلى أن بدأت الفترات تطول مدتها الزمنية بين مجئ و آخر ..
فكان أن حرمنا من صعوده الخشبة معنا في أول مناسبة ..
بعد شهر يوليوز .. الذي غنينا فيه بساحة قصر
البلدية ..
في الحفل الكبير المقام بها بمناسبة عيد الشباب
1986 ..
الشئ الذي أصبح معه المرحوم بن حيون عازف المجموعة ..
فظهرنا بهذا الشكل فوق خشبة مسرح سينما ابنيدا ..
و منصات القاعات الأخرى خلال التظاهرات المنظمة
محليا ..
و إقليميا و وطنيا خلال المناسبات المختلفة و
المتنوعة ..!!!
ازداد
الطلب على المجموعة .. و أصبحت ضرورة أكيدة ..
لا يستقيم أود التظاهرات و المناسبات العامة و
الخاصة ..
من دون أن تؤثته أو تساهم فيه على الأقل بفقرة أو
أغنية ..
فانقضت سنة 86 و نحن أشهر ما يكون من أي وقت مضى ..!
و بدأنا نفكر بجد في إنتاج ألبومنا الخاص ( كاسيط
آنذاك ) ..
بعد أن كانت الرغبة في ذلك تحدونا قبلا بوقت طويل ..
و طرقنا أبواب لجنة الكلمات .. و الألحان و مصالح
مختلفة .. بالإذاعة الوطنية لزنقة دار البريهي بمدينة الرباط ..
و كانت لي أنا و المرحوم بن حيون زيارات لها جلسنا
فيها ..
مع المرحوم اسماعيل أحمد بمكتب لجنة الكلمات
بالإذاعة ..
بحضور المطرب المرحوم عماد عبد الكبير في إحدى
المرات .. ثم الموسيقار المرحوم احمد البيضاوي ( لوقت قصير ) ..
كما بدأت علاقتنا تتقوى بالمرحوم مولاي الشريف
لمراني ..
مؤسس مجموعة لمشاهب .. و بدأ يزورنا بالعرائش ..!!
و عموما يمكن القول .. أن هذه السنة كانت من
السنوات ..
المثمرة البهية من عمر و مسار المجموعة الطويل .. !!!!!
********************
يمين الرائي. نونبر 1986 ..أنا بسينما أبنيدا أغني ومجموعتي:"لفلاك / صدى الشمال / أصداء"
يساره ..معاد دوايو يغني بفندق زلجو ومجموعته:"السلام"
اليوم 31 يناير 2020....
********************
يناير
1987 ..
انتقلت من الرباط إلى العرائش ..
غير أن أغراضا اضطرتني للبقاء ذهابا و جيئة ..
إلى غاية شهر مارس ..
و خلال ذلك .. كنت أقيم عند المرحوم بن حيون ..
الذي كان قد التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة
العمومية ..
ذات يوم .. بينما نحن معا بالمنزل الموجود بشارع
النور ..
إذ وردت برقية تدعونا للالتحاق فورا بمدينة العرائش ..
الإمضاء .. كان للسيد نائب وزارة الشبيبة و الرياضة ..
بإقليم العرائش ..
فهمنا أن الأمر يتعلق ببرنامج " المدينة
الساهرة " ..
و بمشاركتنا الأساسية فيه بفقرتين .. يتم بث أولاها ..
قبل نشرة الأخبار .. و الثانية بعد ذلك بفترة .. و
هكذا .. !!!
بعد فراغنا من البرنامج .. و بعد فترة معينة .. تلت
ظهورنا .. بمختلف المناسبات المقامة بالمدينة خصوصا ..
بدأنا نستعد .. لتنفيذ فكرة طالما راودت رغبة ملحة
لدينا :
الظهور فوق الخشبة ..!!
بمظهر تؤثته آلات موسيقية متنوعة مصاحبة ..!
كان الصيف على الأبواب .. حين كتب المرحوم بن حيون ..
كلمات عنونها ب " أصنام " .. و قام بوضع
لحن لها ..
بطريقة توخى أن تلعب فيها آلات النفخ الغربية ..
و الآلات الكهربائية دورا بارزا إلى جانب أدواتنا
الاعتيادية ..!
اقترب موعد أمسية مبرمجة مع الجمهور بساحةالتحرير ..
و بإصرار .. أخذنا قرارا قمنا بموجبه .. بالاعتكاف
كليا ..
بمقر التداريب خمسة أيام متتالية .. لم نكن نزور
فيها أهلنا ..
إلا لفترة قصيرة نعود بعدها إلى اسئناف العمل
سبعتنا :
أنا .. و بن حيون .. و عبد الإله فرار .. و مصفى البهيري ..
و عبد الله ( الطرمبيط ) .. و با احمد ( الساكسو ) ..
و بوخريص ( الباطري ) .. فيما تعذر علينا إيجاد من
يعزف ..
على الأورغ .. حتى يوم العرض الذي قام فيه فرد ..
من فرقة للموسيقى الغربية بمصاحبتنا عليه بعزف خفيف ..
اليوم الذي شهد تألقا آخر .. حصدناه أمام الجماهير
الغفيرة ..
التي هتفت و شجعت بكل ما أوتي لها و نحن نردد :
غريبة عجيبة .. حكايتي مع جاري ..
ذاك من كان خليل .. ولّى غصاب ..
يغدر بالجار ..
و يزيد عليه الحزة يا صديق ..
راح زمان و كان .. شهدة و رحيق ..
غالي محبوب والفناه ..
و ما عاد بنا رفيق .. !!
********************
دجنبر
1987 :
أختتم العرض المسرحي الاحتفالي ..
المبرمج في إطار البرنامج التلفزي * سباق المدن * ..
و أنا أتقمص دور راوي الأحداث ..
الرابط بين الوقائع و المشاهد و الفصول .. !
********************
10
أبريل 1988 ..
كتبت كلمات " محتار " أناجي فيها مولودي
المرتقب ..
قبل عشرة أيام من ازدياده ..
و كنت قبلها قد كتبت في دجمبر 1987 .. كلمات أخرى ..
اخترت لها " هدامة " كعنوان .. ليقوم
المرحوم بن حيون ..
بعد ذلك بوقت طيب .. بوضع تلحين لكل منهما ..
و نستمر .. خلال السنوات التالية .. على نهج هذا
التعاون ..
أنا أكتب .. و هو يلحن .. ثم نقوم بوضع توزيع
موسيقي ..
للعمل .. حسب ما نتفق عليه من تصورات ..!!!
غير أن هذه السنة .. تميزت على الخصوص .. بحدث بارز ..
متمثل في انتقال الزميل عبد الإله فرار .. للعيش و
العمل ..
بدولة بلجيكا .. الشئ الذي كان له انعكاس مباشر ..
على مسارنا .. و تشكيلتنا .. التي أصبحت تتكون فقط ..
من ثلاثة عناصر .. لكنها قادرة على الاستمرار و
العطاء ..
و التألق فوق الخشبة .. أو فقط .. اضطراد التداريب ..
و إنتاج و إبداع أغاني جديدة و تنقيح الربيرطوار
الموجود ..
و خصوصا .. بعد أن بدأ المرحوم بن حيون .. يجتاز
تكوينا ..
مكثفا لا يسمح له بالتواجد معنا إلا خلال العطل و
الرخص ..
و ذلك بداية من أواخر سنة 1989 ..!!
فكرة إنتاج الألبوم كانت لا تزال قائمة .. لذلك ..
و ارتباطا ..
بموضوع التداريب و تنقيح الأغاني .. مررنا لتأهيل
أغاني ..
وقع عليها اختيارنا لتكون مادة جاهزة .. متى تمكنا ..
من الدخول بها للأستوديو .. الذي كنا جادين في
مسألة ..
بذل جميع الخطوات الممكنة من أجل تحديد تاريخ له ..
و هكذا .. خضنا حصصا مكثفة كل ما اجتمعنا ثلاثتنا ..
مدججين بعازفين على القيثارة الكهربائية .. و (
الباص ) ..
و الأرغن .. و حتى آلتي نفخ من حين لآخر .. للعمل
على .. إعداد الأغاني التالية :
غافلين ، الأرض ، عمر المختار ، لكباش ، أصنام ،
الضرغام ..
يوم الفرحة ، بهجة العيد ..
و في نفس الوقت نشتغل لتصبح أعمال أخرى جاهزة هي :
ارحم يا رحمن ، هدامة ، محتار .. الثلث الناجي ..
دون احتساب الأغاني التي بقيت قيد الانتظار حتى حين
.. لسبب أو لآخر .. تمثلت في :
بشارة ، قسم القدس ، الفلك يدور ، هذا حدك ..
بقيت الإشارة .. إلى أن هذه الوضعية .. التي استمرت ..
إلى منتصف سنة 1992 .. عرفت خلال فترة منها ..
انتقال مصطفى البهيري إلى مدينة لندن لمدة خمسة
أشهر ..
عاد بعدها .. لنستأنف سويا عمل المجموعة .. بالشكل ..
و الطريقة المذكورة فوق .. !
********************
النصف
الثاني من سنة 1992 ..
المرحوم محمد بن حيون .. يتم تعيينه بإقليم گلميم ..
بالمنطقة الجنوبية التي تبعد بمآت الكيلومترات ..
عن مدينة العرائش ..!!
كنا نعلم .. من بداية اجتيازه الفترة التدريبية و
التكوينية ..
المرتبطة بعمله الجديد .. أن استمرار ظهوره مع
المجموعة ..
قد أصبح لاغيا .. اعتبارا لخصوصية مهمته الوظيفية ..
و نوعية الهواية .. و الممارسة الفنية التي لنا ..
لذلك فقد كنا بدأنا البحث جادين منذ ذلك الحين ..
لتحديد اسم عازف جديد .. وفق مواصفات مضبوطة ..!
و عليه .. فقد قمنا بعد ذهاب المرحوم بن حيون بفترة
.. بإبرام اتفاق مع السيد " جمال التوگري " الذي يعتبر ..
من بين القيدومين .. على مستوى الظاهرة .. الذين
راكموا .. تجربة معينة .. و مدارك تقنية .. و مهارات بالمجال ..
بادر على إثره .. زيادة على التحاقه بالمجموعة ..
بوضع حجرة بمنزله تحت تصرفنا قصد استئناف التداريب .. !
كانت
التركيبة الصوتية للمجموعة قد أصبحت تحتاج أيضا ..
إلى تدعيم عددها و تنوعها .. بأصوات أخرى ..
لذلك .. فقد تناوبت على التدريب معنا في تجربة أولى ..
بعض الأسماء .. أذكر منها اسم الصديق " امحمد
گراين " ..
أو القيدوم أيضا .. الصديق " عبد السلام
اللهيوي " ..
الذي أصبحنا .. نتدرب بمنزل ذويه في أخرى ثانية ..
بعد أن توقف تعاوننا مع السيد التوگري لأسباب عادية ..
و بعد أن تم تعويضه بأحد الوجوه الشابة التي ظلت
تلازمنا ..
لفترة قصيرة .. هو الشاب آنذاك العازف " سفيان
واعزيز " ..!!
هذا
.. و قد عرفت هذه المرحلة .. ظهورنا محليا من جديد ..
معززين بعازفين على بعض الآلات الغربية المصاحبة ..
مثل القيثارة الكهربائية و ( الباص ) الكهربائي
اللذين ..
كان الأخوان " البهيليلي " يعزفان عليهما
.. و آلة( الباطري ) ..
التي كان يتناوب على الضرب عليها أشخاص يتغيرون ..
خلال مناسبات كانت أكثرها .. تهم برامج و أنشطة ..
لتظاهرات ثقافية و تضامنية مختلفة بالقاعات و
الساحات ..
نجحت فيها أغنية " غافلين " ( حگرونا )
.. نجاحا كبيرا .. يمكن تبريره في الطلب المتزايد .. على إعادة غنائها ..
من طرف الجمهور خلال نفس المناسبة أحيانا كثيرة ..
كما عرفت ( المرحلة) تتمة الاشتغال على أغاني .
كنا بصدد تنقيحها ..أذكر من بينها :
" هدامة " و " محتار " و " الضرغام " ..
بالإضافة لإمكانية تحديد استمرار سيرورتها ..
إلى متم سنة 1997.. و بداية السنة الموالية .. !!!
********************
حلت
سنة 1998 ..
ليطرح مشكل العازف الرئيسي من جديد .. فإما أننا ..
لم نقتنع .. أو حصل ما منع من مروا بنا من
الاستمرار ..
مع المجموعة .. و من ذلك ما قد يكون له علاقة
بالمستوى .!!
لهذا .. قررنا أن نقف وقفة تأمل من أجل دراسة كل
الصيغ ..
و الخطوات الممكنة ..حتى تتمكن الفرقة من استعادة
قوتها ..
التي عرفت بها منذ تأسيسها .. عبر المحطات المختلفة .. !
.. لم يكن الاتصال قد انقطع مع العميد محمد بولعيش ..
في أي وقت منذ استقراره بطنجة سنة 1986.. لذلك ..
قمنا بالاتفاق معه على تنظيم لقاء موسيقي بالمدينة
العالية ..
يوم السبت 02 غشت 1998 ..استعدنا فيه بالغناء ..
جل الإنتاجات التي راكمناها خلال سنوات إبداعنا
الطويلة ..!
.. كانت الملاحظة أنني تقاعست عن كتابة مواضيع جديدة ..
لذلك .. قمت بعد ذلك بعشرة أيام ( الأربعاء 12 غشت
) ..
بكتابة موضوع أعطيته عنوان : " المهزوز "
.. رمت فيه ..
تجربة طريقة جديدة في الكتابة على مستوى الصياغة ..
ليقوم المرحوم بن حيون على إثر ذلك بوضع اللحن ..
باعتماد الاشتغال على خصائص تنهل من الموروث اللامادي ..
المرتبط بالطريقتين الحمدوشية و الگناوية .. مررنا
بعدها ..
نحن الإثنين .. لاستعراض و مناقشة التصورات الممكنة ..
لتحديد التوزيع الموسيقي المناسب .. حتى تكتمل
الأغنية ..!
.. استمرت الوضعية المذكورة أعلاه خلال السنة الموالية ..
و من وحيها .. كتبت منتصف الصيف موضوعا حمل عنوان :
" ولد لعرايش " أبرزت من خلاله .. استمرار العزم
الأكيد .. على المواصلة .. و العودة بالمجموعة إلى مستواها المعهود ..
مع العمل على بذل مساعي جادة جديدة .. من أجل تحقيق
.. كل البرامج الطموحة .. و المكاسب التي كنا لا زلنا نحلم بها .!
و لم يكن إصرار المرحوم بن حيون أقل .. و هو يضع
اللحن ..
يبدع و يرصع ما جادت به قريحتي من كلمات تقول بعضها :
شقّيت عصا الطاعة من جديد ..
و قلت .. اسناني تغزّز القيد ..
بإصرار كْبير .. بعزم عنيد ..
قفزت من جوف الخنقة لبعيد ..
قلت لنفسي راني ولد لعرايش ..
سباح رزين .. فذ .. و ماني طايش ..
انصارع لمواج العاتية و نخرج ديما عايش ..
تتوالى لمحان .. و نبقى ولد لعرايش ...........................!
**************
انتهى النصف الأول
*************
.............. من حلقات السلسلة التوثيقية لمسار ...............
***** مجموعة أصداء للموسيقى و البحث في التراث *****
********************
2000
و 2001 و 2002 ..
تعتبر هذه السنوات .. من أنشط السنين منذ أن بدأت
أكتب ..
نصوصا لفائدة المجموعة .. بهدف تحويلها إلى أغاني ..
شكلت نصيبا جيدا من الريبيرطوار الذي راكمته ..
فبين شهر غشت 2000 .. حين بدأنا الاستعدادات
المكثفة ..
لتنظيم السهرة .. التي عرفت لاحقا عندنا بسهرة
العودة ..
و حتى نهاية سنة 2002 .. قمت بكتابة مواضيع ..
بلغت في مجموعها ثمانية .. تم تلحين و تجهيز ستة
منها ..
أولها
.. كانت أغنية " عز الركبة " .. التي خاطبت من خلالها ..
العميد بولعيش .. حاثا إياه على اسئناف إبداعاته
اللحنية ..
قائلا في مطلع النص :
أداك الفارس طال سكاتك ..
و من زمان ما صهل جوادك ..
اشحد حسامك راه كلاه الصدا ..
و علا لغبار شواهد امجادك ..
و على الفور .. تحمس بولعيش و انبرى ليضع لها لحنا ..
اعتمد فيه على مقامات ذات طابع عربي صرف .. !!!!
لم
تمض نفس السنة .. إلا و أنا أكتب موضوع أغنية :
" الفُهما " .. التي صارت أيقونة أغاني المجموعة ..
بالنظر للتفاعل الغير مسبوق للجمهور .. الذي طبعها
.. بكلمتين من مطلعها الذي يقول :
ظلام الليل حد ما وصل لكلامو ..
معانيه بحور .. حيرت العلما ..
شغل الناس ..و كل واحد باحلامو ..
فحضن الديجور .. تقادف .. و ترامى .. !!!
رحيل
فقيد لمشاهب المرحوم محمد باطما في ماي 2001 ..
حرك داخلي كلمات جاءت تلبية لواجب الوفاء لروحه ..
فكان موضوع " فرّادي " .. أول رثائية
أكتبها على الإطلاق ..
قلت في مطلعها :
فيك نفد لقضا و من الصدمة شخصت لبصار ..
صابتني دهشة .. و بقيت مشدوه حاير محتار ..
عاد كنت معايا يا خليلي و صوتك نتونس به ..
نعزّي فموتك يا دليلي .. و لا فنّك نرثيه .. !!!
في
دجمبر 2001 .. و بمنزل المرحوم * لمراني الشريف * ..
بمدينة الدار البيضاء .. صغت موضوع أغنية "
مذموم " ..
و فورا قام رحمه الله .. بوضع أساس لحن له هم
المطلع ..
غير أن الأمر توقف عند ذلك .. حتى أكملت التلحين ..
بعد وفاته بسبع سنوات .. !!!
"
شهبا " .. هو عنوان الأغنية التي كتبت في
يناير الموالي ..
ليكون " حالة " .. عنوانا لنص آخر قمت
بكتابته شهر غشت .. من نفس سنة 2002 .. لينضاف لحنه لمجموعة ألحان ..
أبدعها رفيق الدرب خلال هذه السنوات الثلاث ..
لتكون الحصيلة الإجمالية كالتالي :
عز
الركبة : ألحان محمد بولعيش
الفهما
: ألحان المرحوم محمد بن حيون
فرادي : ألحان المرحوم بن حيون
مذموم
: ألحان المرحوم الشريف / السلطاني
شهبا
: ألحان المرحوم محمد بن حيون
حالة : ألحان المرحوم بن حيون
*************************
إشارة
ضرورية :
قد يلاحظ بعض قراء حلقات هذه السلسلة ..
أن أغلبية مواضيع المجموعة المغناة ..
مكتوبة بتوجه يزاوج بين الفصيح و العامي ..
و لعلمهم أقول أن الأمر يشكل اختيارا مقصودا ..
ما دام التوجه العام يصب في مسألة الرغبة ..
في أن يفهم إنتاج أصداء على المستوى العربي ..
أو عند كل الناطقين باللغة العربية عبر العالم .. !!!
********************
غشت
2000 ..
كان الشهر قد قارب على الانقضاء ..
حين هاتفني محمد بولعيش .. ليقول أنه يتواجد
بالعرائش ..
و يدعوني للّقاء عشية قصد أخذ قهوة او شاي سويا ..!
كنا بإحدى المقاهي بشارع محمد الخامس .. حين رأينا ..
زميلنا في المجموعة .. خلال حقبتها المعروفة ب
" لفلاك " ..
الصديق عبد السلام الشنتوف .. ( أحد أبرع الأصوات ) ..
يمر بالقرب مع أسرته .. و هو الذي كان قد استقر
بلندن ..
بداية من منتصف الثمانينيات .. فكانت الفرصة كبيرة ..
أن جمعتنا العطلة به بالمدينة .. بعد طول سنوات
الغياب ..!!
تبادلنا العناق و التحية .. و السؤال عن الحال و
المآل ..
و تجادبنا أطراف الحديث حول الذكريات .. و الحنين ..
يرخي بظلاله على اللحظة .. و يبعث فينا شحنة بدت
علينا ..
و الشنتوف يقترح أن ننظم سهرة .. ندعو الأصدقاء
إليها ..
و تكون مناسبة نتجاور فيها جميعنا فوق الخشبة من
جديد ..
نغني و نصدح .. و نسترجع بعضا من التألق الذي كان ..!!
على الفور وافقت .. و أمام الحماس الذي أبداه
بولعيش .. عبرت عن سعادتي .. و استعدادي المطلق .. للإعداد للسهرة ..
و ترتيب كل الأمور المرتبطة بها .. فحصل التوافق ..
و مررنا لتحديد موعد لها يناسبنا جميعا .. فاستقر
الرأي .. على تاريخ السبت 8 شتمبر .. و الساعة التاسعة ليلا ..
بالساحة الداخلية لحصن النصر ( اللقالق ) ..
بالعرائش ..
حسب ما جاء في اقتراحي بالنسبة للمكان .. !!
في اليوم الموالي .. بدأت العمل .. لتوفير كل ما
يلزم ..
كما عملت على دعوة كل الأسماء التي مرت من المجموعة ..
فيما تكلف بولعيش بربط الاتصال بالزميل نجيب الخمال ..
الذي كان قد عاد لمدينة تطوان .. بعد سنوات عمل
قضاها ..
بموقريصات بإقليم شفشاون .. فتم ذلك بعد عدة
اتصالات ..!
و وصل اليوم المحدد .. و كانت سهرة باهرة رائقة
جميلة ..
حضرها كل الزملاء باستثناء الصديق عبداللطيف
السملالي ..
الذي كان بهولندا .. و المرحوم بن حيون الذي كان
بگلميم ..!
السهرة .. حضرها أيضا عدد من الوجوه الثقافية و
الفنية ..
بالإضافة لعائلاتنا و ثلة من الأصدقاء .. و كذا
جمهور طيب ..
خرجنا بعدها مجتمعين منتشين منبهرين .. بالذي لا
زال ..
في مقدورنا من عطاءات إبداعية .. متفاجئين في سعادة
.. بما لا زال سائدا بيننا .. من انسجام و تفاهم كبيرين ..
خرجنا .. و نحن نتسائل ..عن مدى إمكانية استئناف
المسار ..
و نحن نستعرض الوسائل المادية و المعرفية و
الأدواتية ..
التي أصبحنا نتوفر عليها .. أو نستطيع العمل على
توفيرها ..
عن العودة لمواصلة العمل من جديد من أجل تحقيق
الحلم ..
و الآمال .. و الطموح الذي كان .. و لا زال قائما
فينا و معنا ..
خرجنا .. لنكمل السهرة و نحن نحتفل حتى الصباح ..
و نتفق في النهاية .. على أن نلتقي من جديد في
المساء ..
لنتناقش و نحلل .. و نجيب على كل التساؤلات
المطروحة ..!
********************
8 شتمبر 2000..
مقطع صغير من مقدمة سهرة عودة مجموعة أصداء..
8 شتنبر 2000 ..
سهرة
عودة مجموعة أصداء ..
* أغنية قسم القدس * ..
كلمات : عبدالسلام السلطاني .. ألحان : محمد بولعيش ..
سنة إبداع الأغنية 1979 ..
آخر مناسبة غنتها فيها المجموعة قبل سهرة العودة :
1986.
********************
9
شتمبر 2000 .. التقينا مساء ..
احتفلنا و استرجعنا الكثير مما دار في سهرة الأمس ..
ساد حوار ودي و آخر جدي .. استعرضنا فيه كل الصيغ ..
الموجودة بين أيدينا .. و كل الأشكال الممكنة
للاستئناف ..!
اتفقنا على العودة .. عودة المجموعة لممارسة أخرى ..
أكثر نضجا .. و معرفة .. بإمكانيات متعددة .. متاحة ..
بظروف مواتية .. بتركيبة صوتية متجانسة و قوية ..
برصيد غني متنوع جاهز .. و عناصر مخضرمة مختمرة ..
بالعميد بولعيش .. بنجيب الصداح .. بالبهيري الباهي
البهي ..
و بالسلطاني .. الذي لا يأبه لإبداع و في ركابه ال
بن حيون .!
اتفقنا أيضا على تبادل الزيارات في مرحلة أولى .. (
دارت) ..
و تخصيص الآحاد للقاء بمدن طنجة و العرائش و تطوان
.. على أن يكون ذلك بالتناوب .. بدءً بطنجة التي سنحسم بها ..
في مسألة الإسم .. بعد أن نبهتُ إلى ضرورة تحيينه .. !
اتفقنا أيضا .. بإصرار .. على أن يكون هدف إصدار
ألبوم لنا .. أول شئ يمكن أن نعمل من أجل تحقيقه و من إنتاجنا نحن ..
لا على المستوى المادي .. و لا على كل ما يمكن أن
يرتبط به !
يوم السبت الموالي .. كنا بطنجة كلنا .. بمنزل
بولعيش ..
ثم بإحدى المقاهي الهادئة .. التي حسمنا فيها بعد
التداول ..
و اتفقنا .. على إدخال تعديل على اسم المجموعة الذي
كان :
** مجموعة صدى الشمال للموسيقى **
ليصير بموجب الاتفاق اسما جديدا أكثر بعدا و عمقا
هو :
***
مجموعة أصداء للموسيقى و البحث في التراث ***
و
هكذا .. تم تعويض كلمة " صدى " في صيغة المفرد .. بنفس الكلمة في صيغة
الجمع .. مع حذف كلمة " الشمال "
..
و تعويضها ب " البحث في التراث " ..
التراث الإنساني ..
في بعده العالمي على مستوى الموسيقى و الغناء و
الإيقاع ..!
في المساء .. أجرينا أول حصة تدريبية .. لتتوالى
بعدها ..
تداريبنا بالمدن الثلاث .. و نصب أعيننا الأهداف
المرسومة ..
و على رأسها إصدار الألبوم .. و العمل على ارتياد
الآفاق ..
و العوالم الجديدة التي توافق تطلعاتنا .. !!
كان لا بد لنا من إطلالة تجريبية .. فجاءت الفرصة
مواتية ..
حين شاركنا ( كعادتنا ) .. في أمسية أقيمت تضامنا ..
مع القضية الفلسطينية .. صعدنا خلالها .. لأول و
آخر مرة ..
فوق خشبة سينما إيديال .. قبل أن تتعرض بدورها
للهدم .. !!
********************
تعد
سنوات : 2001 ، 2002 ، 2003 ..
من أغزر المراحل عطاء في عمر المجموعة ..
فقد عرفت انتظام البرنامج الخاص بتسجيل ألبومها
الغنائي ..
الذي قطعت فيه أشواطا مهمة .. بلغت حد إكمال العمل
.. على ثلاثة أغاني هي : غافلين + الأرض + الفهما ..
بالإضافة إلى مواصلة تسجيل ثلاثة أغاني أخرى هي :
هدامة + محتار + حالة .. التي شرعت في تسجيلها ..
عند نهاية سنة 2003 ..
كما عرفت تنوع مشاركاتها الفنية الموسيقية و
مناسباتها ..
عبر مجموعة من المحطات .. أذكر فقط أبرزها ..
التي كانت على الشكل التالي :
مارس 2001 :
المشاركة في مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني
بمدينة العرائش .
ماي 2001 :
المشاركة في مهرجان الشهيد محمد الدرة ببرج النصر (
اللقالق ) بمدينة العرائش .
يونيو 2001 :
المشاركة في مهرجان الشهيد محمد الدرة بالقاعة
المغطاة بمركب الامير مولاي عبد الله بمدينة الرباط .
ماي 2002 :
المشاركة في سهرة خاصة بسينما موريطانيا بمدينة
طنجة إلى جانب مجموعة لمشاهب .
يونيو 2002 :
المشاركة في ملتقى ثقافي بمسرح تابع لوزارة الثقافة
بمدينة تطوان .
يوليوز 2002 :
سهرة بساحة التحرير مع الجماهير بمدينة العرائش في
إطار المهرجان الثقافي الخامس للجنة الثقافية لنادي الموظفين ..
يوليوز 2003 :
المشاركة في سهرة عمومية بالملعب البلدي بمدينة
العرائش إلى جانب الشاب بلال
غشت 2003 :
المشاركة في سهرة عمومية بسينما موريطانيا بمدينة
طنجة إلى جانب الشاب بلال ..
أكتوبر 2003 :
سهرة بالحي الجامعي بوخالف بمدينة طنجة مع طلبة
جامعة عبدالمالك السعدي
و بالإضافة إلى ما تم ذكره .. واصلت المجموعة
الاشتغال .. على مجموعة من الأغاني التي كانت لا زالت قيد الإعداد ..
أبرزها اغاني : شهبا + عز الركبة .. إضافة إلى
أغنية المهزوز ..
التي أعادت تناولها تنقيحا و توزيعا موسيقيا ..
و إذا اعتبرنا .. توزع إقامة أفراد المجموعة .. بين
مدن ..
العرائش و طنجة و تطوان و الرباط .. إضافة إلى
الوظائف ..
التي يتقلدونها .. و التي تفرض تواجدهم المستمر
بمقراتها ..
دون نسيان كونهم أرباب أسر يتحملون مسؤولياتها ..
فإنه يمكن ملامسة المجهود المبذول من أجل التوفيق ..
بين كل ما تم ذكره في هذه الحلقة .. أو تحقيق إنجاز
فني ..
مثل ما تم خلال هذه السنوات الثلاث .. التي تلت ..
عودة المجموعة لمواصلة تحقيق الأهداف التي أسست لها ..
********************
ربيع
2001 ..
المرحوم محمد بن حيون .. ينتقل إلى الرباط ..
و بعد أقل من شهرين .. اتصل بنا ليخبر .. أنه توصل ..
إلى ربط الاتصال بأحد الأستوديوهات الخاصة بسلا ..
و أن علينا أن نستعد للقيام بتسجيل تجريبي لأغنية
معينة ..
من رصيدنا الخاص .. فتم الاستقرار على أغنية "
غافلين " ..
المعروفة عند جمهور المجموعة ب ( حگرونا ) ..
و هكذا .. أجرينا حصة أولى . ثم ثانية .. و أخرى ثالثة ..
سجلنا فيها الأغنية .. و بقينا ننتظر النتيجة
لتقييمها .. !!
الذي
حصل .. هو أن المنتوج لم يرق لنا .. و بالتالي ..
فضلنا التريث .. و البحث عن استوديو آخر .. يكون
صاحبه ..
أكثر حنكة و تجربة و معرفة بالمجال .. مع مستوى طيب ..
من الدراية الموسيقية .. و القدرة الإبداعية ..
يميزه .. !!
بعد
وقت ليس بالطويل .. وجدنا العميد بولعيش يخبرنا ..
بوجود استوديو خاص بطنجة .. يشهد لصاحبه بالكفاءة ..
و المستوى المعرفي العالي موسيقيا .. بالإضافة
لكونه ..
مهندس صوت .. موزع موسيقي .. تقني أستوديو .. ملحن
.. عازف على مختلف الآلات الموسيقية الوترية و الإلكترونية ..
و فوق كل هذا و ذاك .. يمتاز بخامة صوتية جميلة و
رائقة ..
تدربت جيدا .. و راكمت سنوات من الغناء المتنوع
الألوان ..
فكان أن تعرفنا .. على الذي صار من ركائز المجموعة ..
خلال المرحلة الثالثة من عمر مسارها .. الصديق العزيز ..
** مصطفى هارون ** .. الفنان المتعدد المتجدد المبدع ..!!
دخلنا
التجربة الجديدة الخاصة بإنتاج ألبومنا الغنائي ..
فكان أن أعدنا تسجيل أغنية " غافلين " ..
لنجد في النهاية ..
أن المحاولة كانت مجدية .. و أن الفرق الهائل بين
نتيجتي ..
تسجيل الأغنية .. يشجع .. و يحفز لمواصلة تنفيذ
المشروع ..
فلم تنقض سنة 2002 .. إلا و قد قطعنا أشواطا مهمة ..
في مسألة وضع القاعدة الموسيقية لثلاث أغان أخرى ..
من مجموع الأعمال .. التي اخترنا أن تتكون منها ..
باكورة إصداراتنا الفنية .. التي ترمز لتجربتنا
الطويلة .. !!
لم
يكن هذا الخضم يفرض تفرغنا الكامل له دون غيره ..
فكانت سنتا 2001 و 2002 .. فرصة لظهور المجموعة ..
على خشبات بكل من العرائش و طنجة و تطوان خصوصا ..
بشكلها الجديد .. الذي استعادت فيه الكثير من
سماتها ..
التي عرفت بها كمجموعة رائدة هاوية .. راكمت و لا
زالت ..!!
********************
مهرجان
* جمال الذرة * يونيو 2001، بالعرائش والرباط ..
أغنية "" عمر المختار ""..
كلمات وألحان: المرحوم محمد بنحيون ..
من مشاركة مجموعة أصداء في نسخة المهرجان ..
الخاصة بمدينة العرائش.. بحضور محمد الذرة أب
الشهيد ..
فناء المعلمة التاريخية * حصن النصر * (اللقلاق).
********************
نونبر
2002 ..
القناة
المغربية الأولى ..
برنامج """صباح سعيد
""" ..
********************
4
يوليوز 2004 ..
المجموعة تنظم بشراكة مع إحدى الجمعيات المحلية ..
حفل تكريم المرحوم * لمراني الشريف * عميد لمشاهب ..
و تغني أغنية " شهبا " التي كانت تعد
أحدث أغنية أنتجتها ..
و تقدمها هدية له .. بحضوره .. و هو في عز مرضه ..!!
خصوصا و أن مطلع كلماتها .. كنت قد كتبته بمنزله ..
بمدينة الدار البيضاء .. قبل أن أقوم بإكمال
الموضوع لاحقا .. بمدينة العرائش ..فيتفرغ المرحوم بن حيون لتلحينها ..
وفق أرضية انتهج فيها استعمال مقامات ثراتية
مغاربية ..
تحيل على الأنماط الموسيقية المفضلة لدى مولاي
الشريف ..
في هذا التاريخ .. كانت أصداء قد أكملت تسجيل ستة
أغاني
من ألبومها هي : غافلين + الفهما + محتار + الأرض ..
+ شهبا + هدامة .. فيما كانت لا زالت تشتغل على تسجيل ..
أغنية " حالة " و تقرر خلال نفس الشهر
بمناسبة مشاركتها ..
في مهرجان ثقافي مغربي إسباني مشترك بمدينة تطوان ..
تجريب طريقة جديدة للغناء فوق الخشبة أمام الجماهير ..
و ذلك ببث الموسيقى المسجلة بطريقة ( الپلاي باك ) ..
و مصاحبتها بالغناء الحي .. و العزف على آلة
المندولين ..
مع الإيقاع بالكيفية المباشرة ..
و هكذا .. كانت المحاولة مجدية .. و نحجت العملية ..
خصوصا مع تواجد الفنان مصطفى هارون .. الذي سهر ..
بما له من تجربة .. على مواكبة التنفيذ ..!!
شهر نونبر الموالي .. كان مناسبة لظهور تلفزي جديد ..
في سهرة نظمت بمناسبة اليوم العالمي للإعلام .. و
كانت .. من تنظيم النقابة الوطنية للصحافة المغربية .. يوم 17 ..
من نفس الشهر بمسرح محمد الخامس بمدينة الرباط ..
و خلال ذلك .. قدمت المجموعة .. أغنيتين هما "
الفهما "
و " محتار " .. بثت منهما القناةالتلفزية
الأولى أولاهما ..
ضمن الفقرات الرئيسية .. فيما تم بث الأخرى ..
في وقت لاحق .. و في مناسبتين ..على قناة المغربية ..حسب ما أكد بعض الأصدقاء الذين تمكنوا من مشاهدة
" محتار " أثناء بثها .. !
********************
سنة
2007 ..
ألبوم المجموعة يصبح جاهزا بعد مجهودات كبيرة ..
لكن الحصيلة العامة لم تنل كامل رضا أغلبية الأفراد ..
و خاصة المرحوم محمد بن حيون .. الذي حبذ خروجه ..
وفق آخر التقنيات .. خصوصا .. بعد مناقشات مع شركات
.. خاصة بتوزيع الأشرطة و المصنفات الفنية من جهة ..
و من جهة أخرى .. لكون بعض الأغاني .. ( الأرض مثلا
) ..
لم تكن نتيجة شكلهما النهائي مقنعة .. على مستوى
الأداء ..
و التأثيت الموسيقي .. في تناغمه .. و تجانسه مع
الإيقاع ..!
و في اجتماع لم أحضره ..ضم بولعيش و الخمال و
البهيري ..
و مصطفى هارون و المرحوم بن حيون .. تم اتخاد قرار ..
هو الأصعب على الإطلاق : إعادة الألبوم .. جملة و
تفصيلا ..
على مستوى التسجيل .. مع إعادة النظر في الإبقاء ..
على بعض الأغاني و منها على الخصوص .. الأرض و
عذراء .!
بعد نقاش مستفيض و آخر و ثالث .. اتخذنا قرار
الإعادة ..
مع الاحتفاظ بنفس الأغاني بما فيها أغنية "
عذراء " ..
و تعويض أغنية " الأرض" ب " ياك ما
" التي لحنت قبلا ..
من طرف المرحوم .. قبل أن أضيف لها في حصة تدريبية
.. المقطع الأخير ( كلمات و ألحانا) .. بوقت قبل وصول دورها ..
في التسجيل خلال السنة اللاحقة .. !
خلال هذه السنة ( 2007 ) .. ورغم مستجدها الهام هذا ..
فإن الفرصة .. لم تكن مستحيلة أمام كتابة مواضيع
جديدة ..
و عليه فقد تمكنت من كتابة ثلاثة نصوص بداية من ..
شهر فبراير الذي شهد ولادة نصين .. الأول حمل عنوان ..
" تاويــل " .. و هو نص جاء بعد حصة تدريبية
أجريناها ..
بضواحي شفشاون ..( كان قد غاب عنها العميد بولعيش ) ..
و " سنيورة " .. بعد ذلك بأسبوع .. لأعود
خلال شهر أكتوبر .. و أكتب النص .. الذي حمل عنوان " دوامــة " .. !
غير أن انهماكنا في إعادة تسجيل الألبوم أبقاهم
ثلاثتهم ..
في الانتظار لمدة قبل أن يبادر المرحوم لتناول
" سنيورة " ..
باللحن دون أن يسعفه العمر لإنهائه .. !!!
لم تمر هذه السنة .. دون أن تظهر المجموعة فوق
الخشبة ..!
و هكذا .. كانت لها بعض الفرص .. أبرزها تظاهرة
دولية .. نظمت خلال شهر غشت بمدينة العرائش .. حملت عنوان :
" أصوات عرائشية من العالم " .. و للظهور
بالمظهر الجيد ..
وسط خضم كبير من الموسيقيين .. كثفت المجموعة ..
حصص تداريبها خلال شهر يوليوز .. الذي وزعته بينها ..
و بين الأستوديو ...!!
********************
2008
و 2009 ..
الألبوم يبلغ مراحله النهائية بعد إعادة تسجيله ..
و سبعة أغاني من أصل ثمانية أصبحت جاهزة ..
اختيارات موسيقية .. و تدقيق في الأداء و العزف ..
و تأثيت جمالي .. منقع هذه المرة .. حد الرضا و
السرور ..
شئ لافت و كبير حصل .. وجبت الإشارة إليه .. !
كان الزميل مصطفى البهيري .. قد بدأ يعد العدة ..
عند سنة 2006 .. للالتحاق بعائلته الموجودة
بإسبانيا ..
لذلك .. فقد تفرغ لإعداد لوازم ذلك الانتقال ..
مباشرة ..
بعد تسجيله لأغنيتي : " شهبا " و "
محتار " .. اللتين كانتا ..
أولى الأغاني التي سجلنا حصص الكورال و الأدوار
الفردية ..
الخاصة بهما .. بعد عملية وضع القواعد الموسيقية ..
لأغاني الألبوم بعد إعادته .. لذلك .. و بعد
مفاوضات جدية ..
قبل الفنان مصطفى هارون .. تعويض البهيري فيما تبقى ..
من أغاني تحتاج إدخال الأصوات عليها حتى تكتمل ..
لكن العملية لم تقف عند هذا الحد .. بل إن قرارا تم
اتخاذه ..
قضى بضرورة إعادة الأدوار الفردية التي كانت قد
سجلت ..
من طرف البهيري .. لكن هذه المرة بصوت هارون الذي ..
أضاف قيمة نوعية للعمل .. الذي كلف الجهد المضني ..
و الوقت الكثير .. حتى يكون وفق التطلعات المرسومة .. !!
أثناء
تسجيل الأصوات الجماعية و الفردية .. خطرت لي ..
فكرة عرضتها على الفنان مصطفى هارون .. فتحمس جدا ..
و هكذا جربنا إدخال صوت نسوي على أغنية " حالة " ..
حسب ما تطلبه نسقها العام .. و بدل صوت .. تم إدخال ..
صوتين على التسجيل الخاص بكورال الأغنية .. هما
صوتي ..
ابنتي قدسية .. و الفنانة المتألقة حاليا .. "
لمياء الزايدي " ..
لتكتسب بعدها ابنتي .. مكانة بين العناصر الرئيسية .. !!
على
مستوى آخر .. لم تمر هاتين السنتين خاوية الوفاض ..
من حيث إبداع أغاني جديدة .. و لو على مستوى
الكتابة ..
بل إن نصا معنونا ب " إصابة " .. عرف
طريقه في أكتوبر ..
سنة 2008 .. إلى رصيد المجموعة .. ليلتحق به آخر ..
حمل عنوان " تحداني " .. في يوليوز من
السنة الموالية .. !!
ظهور
المجموعة الاعتيادي .. فوق الخشبات المختلفة ..
في لقاءات مع الجماهير .. كان له حظه خلال السنتين ..
و لعل أبرز حفل .. شاركت فيه .. كان ذلك الذي نظم ..
بمدينة سيدي قاسم .. برحاب نيابة التعليم الإقليمية ..
بمناسبة نهاية السنة الدراسية على مستوى الإقليم من
جهة ..
و تخليدا لعيد العرش المجيد من جهة ثانية .. سنة
2008 ..
و قد كان الحفل ..مناسبة أعادت فيه المجموعة ..
الطريقة .. التي سبق تجريبها .. فيما يخص تعويض الموسيقيين .. بتسجيل المطلوب .. و
بثه صوتيا .. بطريقة " البلاي باك "
..
و الغناء و العزف الرئيسي و الغناء الحي ..المصاحب
لذلك .. الشئ الذي حقق نجاحا كبيرا .. كان سببا .. في معاودة ..
المناداة على " أصداء " للمساهمة في نفس
المناسبة ..
و هي تنظم من جديد .. في السنة الموالية .. فتعيد
الكرّة ..
و تتألق .. و تبدع .. بشكل لا زال عالقا في الأذهان .. !!!!!
********************
النصف
الثاني من سنة 2009..
أيام زاهية .. تألق و نشاط و حيوية ..
و مجموعة تحقق الأحلام التي راودتها منذ التأسيس ..
سهرة هنا و أمسية هناك .. ندوات .. حوارات ..
مقالات ..
بالجرائد .. بالمجلات .. بالإذاعة الجهوية .. أخرى
بالوطنية ..
ثالثة بإذاعة خاصة .. و رابعة براديو آخر ..
قناة تلفزية تستعد للانطلاق .. و تتخذ من أغاني
المجموعة ..
مادة تبثها صوتيا بين وصلاتها الإشهارية لتاريخ
الافتتاح ..
سهرة رمضانية .. تنظم من طرف إدارة الثقافة في إطار ..
" القدس عاصمة الثقافة العربية خلال سنة 2009 " ..
و تحييها المجموعة بسينما أبنيدا .. بحضور جمهور ..
من المثقفين و الفنانين و المتذوقين و عشاق
المجموعة ..
و تلاقي النجاح الباهر .. تنظيما و عطاء و نتيجة ..
اتصالات مكثفة بشركات التوزيع .. من أجل اختيار ..
أحسن الظروف و العروض الممكنة .. لطرح ألبوم
المجموعة ..
بمختلف نقط التوزيع و المكتبات و المراكز الثقافية ..
استعدادات و اتصالات من أجل الاتفاق على تصوير ..
فيديوهات لبعض أغاني المجموعة بالعرائش و غيرها ..
زيارة وليلي و زرهون .. و بداية كتابتي و تلحيني ..
لأوبريت غنائية .. اخترت لها عنوان .. " كركلا " ..
تلحين المقطع الأول .. لأغنية " سنيورة "
من طرف .. المرحوم بن حيون .. بنمط موسيقي مختلف تماما ..
بداية النقاش حول ملامح .. و خصوصيات الالبوم
الموالي ..!
حماس و ثقة .. عطاء و تألق .. نجاح و حصاد و غلة ..
و خريف يحل .. و بعده .. دجمبر .. آخر شهور السنة .. !!!!!!!!!